الخطوط الأمامية لكرة القدم

في عام 2010، شهدت كرة القدم الأفريقية واحدة من أكثر المباريات إثارة وتوتراً في تاريخ كأس الأمم الأفريقية، عندما التقى منتخبا الجزائر ومصر في الجولة نصف النهائية من البطولة التي أقيمت في أنغولا. هذه المباراة لم تكن مجرد مواجهة رياضية عادية، بل تحولت إلى صراع تاريخي مليء بالمشاعر القوية والتنافس الشديد بين الفريقين. مباراةالجزائرومصرذكرياتلاتُنسىفيكأسالأممالأفريقية

الخلفية التاريخية للتنافس

قبل هذه المباراة، كان التنافس بين الجزائر ومصر قد بلغ ذروته، خاصة بعد المواجهات السابقة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010. في تلك التصفيات، تمكنت الجزائر من الفوز على مصر في الخرطوم في مباراة فاصلة، مما أهّلها للمشاركة في كأس العالم بجنوب أفريقيا. هذا الفوز ترك جرحاً عميقاً في نفوس المصريين، مما زاد من حدة التوتر قبل المباراة في كأس الأمم الأفريقية.

أحداث المباراة

في 28 يناير 2010، التقى الفريقان على ملعب شيدو مانغالا في لوبانغو بأنغولا. كانت المباراة مشحونة بالعواطف منذ الصافرة الأولى، حيث سعى كل فريق لتأكيد سيطرته على الملعب. في الدقيقة 39، تمكن اللاعب الجزائري كريم مطمور من تسجيل الهدف الأول لصالح الجزائر بعد تمريرة دقيقة من يزيد منصوري.

لكن مصر لم تستسلم، وتمكنت من تعديل النتيجة في الدقيقة 65 عن طريق اللاعب أحمد حسن من ركلة حرة مباشرة. استمرت المباراة بتوتر كبير، ووصل الأمر إلى تبادل الهجمات بين الفريقين، لكن الوقت الأصلي انتهى بالتعادل 1-1، مما اضطر المباراة إلى التمديد لشوطين إضافيين.

في الشوط الإضافي الأول، تمكن اللاعب المصري محمد ناجي "جدو" من تسجيل الهدف الثاني لمصر في الدقيقة 92، ليعطي فريقه التقدم. ومع ذلك، ردت الجزائر سريعاً في الدقيقة 101 عن طريق اللاعب مدحيات يبدة، لتعود المباراة إلى نقطة الصفر مرة أخرى.

لكن في الدقيقة 120، وقبل نهاية المباراة بدقائق معدودة، سجل محمد ناجي هدفه الثاني في المباراة والهدف الثالث لمصر، لتنتهي المباراة بفوز مصر 4-0 في ركلات الترجيح بعد تعادلها 3-3 في الوقت الإضافي.

تداعيات المباراة

كانت هذه المباراة نقطة تحول في تاريخ المواجهات بين الجزائر ومصر، حيث زادت من حدة التنافس بين الجماهير واللاعبين على حد سواء. بالنسبة لمصر، كان الفوز بمثابة انتقام من خسارة التصفيات، بينما شعر الجزائريون بخيبة أمل كبيرة بعد الخروج بهذه الطريقة الدراماتيكية.

بعد هذه المباراة، استمرت مصر في مسيرتها لتحقق لقب كأس الأمم الأفريقية للمرة الثالثة على التوالي، بينما خرجت الجزائر برأس مرفوع بعد تقديم أداء مشرف.

الخاتمة

مباراة الجزائر ومصر 2010 تظل واحدة من أكثر المباريات التي لا تُنسى في تاريخ كرة القدم الأفريقية. كانت مواجهة مليئة بالدراما والأهداف الرائعة، والتي جسدت روح المنافسة الشريفة بين فريقين عريقين. حتى اليوم، لا تزال هذه المباراة تذكر كواحدة من أعظم اللحظات في كأس الأمم الأفريقية.